استطاع الأدب العربي أن يتلمس حدود اللاممكن وترجمة مشاعر العاشقين بل ومنح هذه المشاعر أسماءً تعبر عن منزلة الحب أو لنقل منزلة العاشق في بلواه الوردية..
فما هي درجات الحب في اللغة العربية؟:
الهوى:
أولى درجات الحب هي الهوى
وتعني "ميل النفس إِلى أمر أو شخص بعينه وفي الهوى قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
على قدر الهوى يأتي العِتاب..
ومَن عاتبت يَفديه الصِّحاب
ألوم معذِّبي، فألوم نفسي..
فأُغضِبها ويرضيها العذاب
الصبوة:
هي جهلة الفتوة واللهو من الغزل ومنه التَّصابي والصِبا. وفي الصبوة قال عنترة بن شداد:
إذا ريح الصَّبا هبت أصيلاَ..
شَفَت بهبوبها قلْباً عليلا
وجاءَتني تخبر أنَّ قومي..
بمن أهواه قد جَدّوا الرّحيلا
الشغف:
يقال أن كلمة شغف أتت من "الشغافة" والشغافة هي غِلاف القلب ومن روائع مجنون ليلى "قيس بن الملوح" في الشغف:
أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
الوجد:
وهو كسرة الخاطر وشدة الحزن على فراق المحبوب وفي ذلك يقول ابن الدمينة:
أَلا يا صبا نَجد لَقد هِجت من نجدِ
فهيّجَ لي مَسراك وجداً على وجدِ
الكلف:
والكلف يعني الوُلوع بالشيء مع انشغال قلب ومَشقة. من أجمل ما قيل في الكلف أبيات لأبي النواس:
يا قلب ويحك جِد منك ذا الكَلَف..
ومَن كلِفت به جافٍ كما تصفُ
وكان في الحق أن يهواك مُجتهِداً..
كذاك خبّر منّا الغابر السَلَفُ
العشق:
العشق يعني فرط الحب وإعراض القلب عن كل ما خلا المحبوب.
النجوى:
وهي في الحب خلاف المناجاة، وتعني الحرقة التي يكابدها المغرمون.
الشوق:
الشوق يعني نزوعُ النَّفْس إِلى الشيء، أو تَعَلُّقها به، وقال المتنبي في الشوق:
أُغالِب فيك الشوق والشوق أغلَب..
وأعجب من ذا الهجر والوَصل أعجبُ
أما تَغلَط الأيّام في بأن أرى..
بغيضاً تُناني أو حبيباً تقَربُ
الوصب:
وهو الألم الآتي من الحب والوصب لغةً يعني الوجعُ والإعياء والوهن. يقول جبران خليل جبران:
دعوتموني وبي ما بي من الوصب ..
وهل دعا واجب قبلاً ولم أُجب
فإن أقصر وأرجُ اليوم معذرة..
فالوِد يُحفزني والجهد يُقعد بي
الإستكانة:
الاستكانة هي مرحلة الذَلَ والخضوع التام للحب. وهنا يدرك العاشق أن لا طاقة له في مغالبة قلبه.
الود:
الود هو خالص الحب وألطفه وأرقّه ومن أجمل الأبيات في الود للمتنبي:
أقل اشتِياقاً أيّها القلب ربما..
رأيتُك تُصفي الوُد من ليس صافِيا
خُلِقت ألوفاً لو رجعت إلى الصّبى..
لفارقت شيبي مُوجَع القلب باكِيا
الخلة:
وهي منزلة المحبوب فلا يشاركه أحد في قلب حبيبه يقول البحتري:
قَدْ تَخَلَّلْتَ مَسْلَكَ الرُّوحِ مِنِّي وَبِذَا سُمِّيَ الخَلياُ الخَلِيلاَ
وإِذا مَا نطَقْتُ كُنْتَ صَحِيحاً وإِذا مَا سَكَتُّ كُنْتَ عَليلاَ
الغرام:
الغرام يعني التعلُق بالشّيء تعلّقًا لا يمكن الفكاك منه ولعنترة في الشأن شعر يقول فيه:
هاج الغرام فدر بكاس مُدام..
حتى تغيب الشمْس تحت ظلاَم
ودع العواذل يُطنِبوا في عذلهم..
فأَنا صديق اللّومِ واللوّامِ
الهُيام:
هو أعلى درجة في الحب هي الهُيام أي الجنون الخالص من كثرة الحب والعشقن ويقال أن فلانا هام على وجهه في الأرض، أي أنه سرى مسلوب الإرادة عن غيرما هدى.

تعليقات
إرسال تعليق